هم يطلبون الآن أن أرثيك
أنجدنى ..
فما عندي قليل ..
ماذا يقول الشعر فيك ؟ وما أقول أنا ؟
وهل تكفي القصيدة
كي أواسي من توسل كي
يضمك في حنايا ذلك الجسد النحيل
ولم ينل ما كان يرجو :
أن تظل جواره .. الا تصيبك نارهم بأذى ..؟
ولم يكف الجدار – الشاهد – العاري ..
ولا ذاك الصراخ .. ولم يكن يكفي وجودك خلفه
كيلا يصيبك ما أصابك..
ما الذي يكفي إذن ؟
وأنا أمامك .. مثلما كان الجدار
الشاهد العاري ..
اتكفيني القصيدة والبكاء وغصتي ..
رعبي ..
أيكفيني الذهول ..
وكل ما عندي قليل ..
أنا أقل .. هنا .. أمامك .. من قليل .. ما أقول ؟
محمدا
بالله
انجدني ..
لا كتب فيك "سطرا" اخرا .. هم يطلبون الآن أن أرثيك.
أنجندي ..
لماذا لا تجيب توسلي؟
أبعد يديك للحظة عن وجهك الباكي..
وقل شيئا
ولو حرفا
- "لقد مات الولد"
- أدري ..
- "لقد مات الولد"
- أدري
- "لقد مات الولد"
- ماذا
- "لقد مات الولد"
ماذا يفيد "الشعر" ان مات الولد؟
لكننا أعتدنا ، اذا ما فارق الدنيا أحد..
أن يستفيق بكاؤنا في لحده ..
أن نستعيد رثاءنا .. في غمده ..
أن نستعيد ثغاءنا .. وعواءنا..
كيما "نخلد" ذكره .. بين المديح وضده..
رباه .. "قد مات الولد"
ألهذه الكلمات من معنى سوى ما صار كابوسا
ينادم كل أحلامي بكل الرعب ؟
ما معنى "الخلود" هنا .. اذا قالوا "خلد" ؟؟
أفحل مشكلة "العريف" وربعه ..
وهم .. ونحن .. "خلوده" .. اعدامه ؟؟
كي تصبغ الرايات صورته؟
نعلقه .. بصدر "مسيرة أخرى ؟
ومن يرثى
ومن يرثى له ؟
- " مات .. الولد"